الشباب هم عماد الأمة ، وهم طاقتها الهائلة ، وبناء الأوطان عادة ما يقوم على أكتاف هؤلاء الشباب ، ولم لا وهم وقود أي أمة ، ويستطيعون بكل تأكيد حمل هموم ومشاكل الأمة على أعتاقهم .
فإذا نظرنا لحال مجتمعاتنا ، نجد أن رجال الأعمال ، والرؤساء ، والوزراء ، وأيضا كبار رجال الدولة هم من فئة الشيوخ أو بمعني أصح هم من ضمن سن الكواهل .
بالطبع لن يجد له الشباب اليوم داخل مجتمعاتنا ملجأ أو مفر سوى أنه قد يذهب للخروج مع بعض أصدقائه إلي القهوة ، أو يذهب لتدخين التبغ ، أو شراء الخمر ، ولعب ألعاب الفيديو ، والجلوس علي شبكة المعلومات الدولية المعروفة بالأنترنت طول فترات يومه ، وهذا ما يجده لأنه يعلم تماماً أنه لا مكان له وسط هذا المجتمع البائس .
وإذا انتقلنا إلي الجانب الآخر من البحر ، وبالتحديد في دول أوروبا الغربية ، وقارة أمريكا الشمالية ، سنجد أن غالبية رجال الدولة ، والمناصب العليا من فئة الشباب لماذا؟!
لأنهم أدركوا حتمية وأهمية هذا السن تماماً ، وأنهم حريصون على تقديم الخدمات ، والمساعدات لهم طوال فترات حياتهم ، فهم الدرع الحصين ، والقلعة لشامخة لأوطانهم .
في القديم كان الرسول صلي الله عليه وسلم يهتم دائماً بالشباب فنجد أنه قال في أحد احاديثه الشريفة " ونصرني الشباب " ، و قد قام رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام بجعل أسامة بن زياد ، وهو لا زال شاب في مقتبل العمر أن يقود جيش المسلمين ، وضمن هذا الجيش الكثير من كبار الصحابة وقتها كأبوبكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وغيرهم .
فبالشباب تنهض الأمم ، لكننا في تلك الأيام ووسط هذا التخبط الدائم ، نجد أن الدولة لا تهتم مطلقاً بهم ، لا ندري لماذا .
ولكن تنظر لحال شبابنا ستجد أنهم يومياً في مشاكل لا حصر لها ، من توفير لقمة العيش ، ودفع الفواتير المتراكمة عليه ، والبحث عن مسكن ومأوي له للزواج ، حتي أصبح الزواج اليوم صعباً أو شئ شبه مستحيل بسبب غلاء المعيشة وكثرة الأعباء .
وهذه الأسباب وغيرها يدفع هؤلاء الشباب دائماً لمحاولة للبحث عن طريق الهجرة إلي كندا والولايات المتحدة الأمريكية ، واليابان ، وبعض دول الخليج ، بحثاً عن مكان آمن ومن أجل توفير حياة كريمة لهم ولذويهم وللحصول على ملجأ آمن لهم ، من بطش أوقات الفراغ والخمول .
كما أن الشباب عادة ما يجدون فرصاً جيدة في وظائف مرموقة لهم في بعض الدول ، وقد يصل الأمر إلي أن أحدهم قد يصبح مستشاراً لأحد الوزراء ، أو طبيباً في المستشفي الملكية بالمملكة المتحدة ، وهذه الفرص عادة لا تتاح لهم داخل وطنهم الأم ، فكل الوظائف والفرص متاحة فقط لكبار السن ، وذويهم ، حتي أصبحنا اليوم نجد أن عائلة ما بأكملها تعمل في وظيفة واحدة مثلا كالقضاء ، أو الإعلام ، فأصبحنا نعاني من خطر وراثة الوظائف ، وهو خطر عادة يحدث بعده ما لا تحمد عقباه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق